نقاشات تاريخيّة حول أصول و جذور قبيلة شمّر الطائيّة

لم نقم بهذا الجهد التاريخي إلا لاجل تنوير الشباب المثقف من ابناء قبيلة شمر العزيزة باصول وجذور قبيلتهم شمر هذه القبيلة العريقة النسب والتي لها من الارث التاريخي من ملاحم وبطولات ومآثر خالدة الشيء الكثيرفلا بد من الوقوف عليها وتثقيف ابناء القبيلة بالشيء الذي يفيدهم مع قناعتنا بأن هناك من يقول عكس ذلك لان رضا الناس غاية لاتدرك لكننا في هذه الدراسة التاريخية ننطلق من منطلقات علمية اساسها المعلومة الواردة من المصادر والمراجع التاريخية ومنها نستطيع ان نبني ونحلل ونستنتج ونقارن ثم نرجح دون ان نجزم وهذا ماتعلمناه من منهج البحث التاريخي فشكراً لك على تعديل العنوان وتثبيته مع لاشك بأن هذا الرجل واقصد شمر بن عبد جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء هو الاساس الذي بني عليه اسم القبيلة شمر فهو رجل شريف عند قومه وله منزلة عالية وازدادت هذه المنزلة رفعة بعد ان اجار ابنه قيس الشاعر امرؤ القيس الكندي قبل الهجرة بمائة عام حسب ماذكرت مما يعني ان سمعة ومكانة وتقدير هذا الرجل الطائي وسلالته من بعده اصبحت باقية وملازمة لجميع بطون قبيلة طيء العريقة حتى ان احفاده واحفاد احفاده تسموا بهذا الاسم فقد اشار ياقوت الحموي بحدود عام 600هـ لبني شمر بن زهير وسكناهم قرية توارن ومن الواضح لنا ان سلالته ظلت باقية في الجبلين ومحافظة على املاكها حتى اصبحت مجمع البطون الطائية تحت مسمى قبيلة شمر في القرن العاشر الهجري

ومن المؤكد ان قيس بن شمر في بني سلامان اضافة لبحتر ومعن وبروز البطون على من سبقهم هو امراً واضح اذا قسناه بحالة القبائل الى وقت قريب لكن زريق وهو البطن الذي تنتمي اليه الدكتورة وفاء فهمي السنديوني مؤلفة كتاب شعر طيء واخبارها في الجاهلية والاسلام والتي كانت تعمل استاذة بكلية الاداب جامعة الملك سعود وتوفيت رحمها الله في حادث سير قرب الدرعية كانت قد اعدت شجرة نسب لقبيلة طيء حرصت فيها ان تكون معلوماتها دقيقة حيث رجعت الى 18 مصدروكانت الشجرة محققة الى ابعد الحدود
فذكرت انه زريق بن عبد بن قيس بن شمر بن عبد جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل ) فلا ادري لماذا ذكرت اسم عبد هل هو خطأ في الكتابة او هكذا اسمه ففي الشجرة التي اعدتها تذكر ان ابناء قيس هما حبيب وعبد وان ابن عبد هو زريق لكنني ارى ان ماذكره الكلبي بالنسبة لزريق هو الصحيح لانه هو المصدر الدقيق بالنسبة لانساب الطائيين

وبالنسبة لثعلبة بن سلامان فهذا الصحيح لان اغلب المصادر التي تحدثت عن انساب طيء ذكرت ثعلبة بن سلامان يدعم ذلك ماذكره الرحالة ياقوت الحموي عندما زار مواطن الطائيين وذكر بني ثعلبة في اودية وقرى الجبلين كذلك عبد جذيمة ذكره اغلب النسابة اضافة الى ياقوت عند ذكر قرية الصهوة بقوله صهوة بني جذيمة كذلك زهير ذكره
بعد هذا كله يتضح لي انه شمر بن عبد جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان ) بناءً على ماذكره اغلب النسابة والرحالة الجغرافيين لكن السؤال هو هل تتفق او تختلف معي اخي خالد بخصوص ماذكرته سابقاً من ان ابناء الغوث (ثعل ونبهان) مع تغير اسمائهم عبر العصور هم من يمتلكون القرى والاودية الغنية بالمياه واشجار النخيل داخل الجبلين اجا وسلمى (نريد توضيح رأيك في هذه المسألة)

وفي الحقيقة اتفق معك اخي الاستاذ خالد فيما ذهبت اليه بقولك ان اسم شمر بدأ يظهر في القرن السابع 600هـ وان جزء كبير من بني ثعل صار من ضمن شمر لكنني ارى ان بني نبهان ابناء عمومتهم انضموا لبني ثعل في هذ المسمى بحكم انهم مجاورين لهم في الاملاك وجدهم واحد وهذا مايفسر قول الحمداني (بنو شمر بطن من العرب بجوار بني لام في جبلي اجا وسلمي) ثم انضم لهم في الاسم بطون طائية اخرى الى منتصف القرن العاشر الهجري 950هـ وقبيل الحادي عشر الهجري 1000هـ اخذت شمر شكلها القبلي المتعارف عليه حالياً الاسلم وزوبع وعبده

منقول عن
فايز عواد الثنيات
بكالوريوس تاريخ وباحث في التاريخ الشعبي

تقول الدكتورة وفاء السنديوني رحمها الله وهي تتحدث عن نسب قبيلة طيء (لا نكاد نجد اختلافاً في نسب قبيلة طيء في كتب الانساب ولانكاد نجد للخلط والدخالة في نسب البطون الطائية كما هو واضح في انساب القبائل الاخرى) وتعلل ذلك بأن الهيثم بن عدي الطائي النسابة والمتوفي سنة 207هـ هو ابن القبيلة والحريص على حفظ نسبها وقد بقى كتابه كما تقول حتى القرن الرابع الهجري

وعندما تأملت الشجرة التي اعدتها وحرصت كثيراً على تحقيقها وجدت ان اكثر البطون عدد هم بنو ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء ومن بني ثعل بطنين رئيسيين هما بني سلامان وبني جرول فاكثر من 70% تقريباً من الشجرة يستحوذ عليها بني ثعل (سلامان وجرول) ثم بني نبهان ابناء عمومتهم فالتبريزي كما تذكر الدكتورة وفاء ذكر بأن بني ثعل وبني نبهان ابناء عمرو بن الغوث امهم سنبس زوجة عمرو ويطلق عليهما جميعاً بني سنبس وخالف التبريزي اخرين مثل الكلبي وغيره

ومن ابناء عمرو بن الغوث بني جرم وبني بولان وقد ذكرهما ياقوت عام 600هـ حيث ذكرجرم وبني شمجي من بولان في قرى واودية اجا
يأتي بعد ذلك بنو فطرة بن طيء والذين عرفوا فيما بعد ببني جديلة نسبة لامهم وتذكر الدكتورة وفاء بأن بطن بنو رومان بن جندب قد بقوا في الجبلين اجا وسلمى وهم الذين عرفوا فيما بعد بمصابيح الظلام (بني جدعاء) والذين ظهر منهم الشاعر والفارس اوس بن حارثة بن لام

ومن الملاحظ هو كثرة انتساب بعض البطون الطائية للام فمثلا بني سنبس وبني جديلة وبني درماء وبني جدعاء وبني عقدة وبني ... الخ
علماً بأن هناك اختلاف بين النسابة حول هذه الاسماء فالبعض يذكر انها اسماء رجال والبعض الاخر يذكر انها اسماء نساء إلا انه من الواضح ان النسبة الى الام هو امر وارد عند طيء في الماضي وشمر في الحاضر مثل جرباء وسنجارة وهضبة وغفيلة وشريهة وريا وغيثا ...الخ وقس على ذلك كثير

ولعل اشهر البطون الطائية من ناحية كثرة العدد والاستحواذ على الاماكن الغنية بالمياه واشجار النخيل هما بني ثعل اولاً ثم بني نبهان ثانياً وهم كما ذكرت يمثلون شريحة واسعة من قبيلة شمر في الوقت الحاضر ودليلنا على ذلك هو بقائهم في املاكهم في اودية وقرى الجبلين فجل الذين ذكرهم ياقوت الحموي عام 600هـ هم من بني ثعل ونبهان كما ان الاستاذ خالد حميد يشيربوضوح الى ان اسم شمر غلب على الجبل في تلك الفترة وانها القاعدة التي فعلاً عليها نهضت قبيلة شمر

غير انني ارى ان ياقوت الحموي ذكر في هذه الفترة بطون طائية متعددة في اودية وقرى الجبلين فذكرها ومن ضمنها بني شمر كما ان الحمداني في هذه الفترة اشار الى بطنين من طيء هما بني شمر وبني لام وفي تصوري ان بداية قوة هذا البطن ونهوضه كان في هذه الفترة حيث اصبح مجمع لبني ثعل مثل بحتر ومعن وهما في بني سلامان بن ثعل

والواضح لنا من خلال هذه الفترة ان بني لام كانت لهم سطوة وقوة في الجبلين فقد اشرت في مداخلاتي السابقة لقوتهم عندما قتلوا احد اشراف المدينة وهو الشريف مهنا بن قاسم عام 624هـ اثناء توجهه الى العراق كما قتلوا الشريف شيحة بن هاشم عام 647هـ واضطر الشريف منصور بن جماز الى عقد صلح معهم عام 700هـ

ويبدو لي ان قبائل طيء والمكونة من ابناء الغوث (ثعل ونبهان) اضافة الى القبائل الزبيدية قوم بهيج المتحالفة مع القبائل الطائية كانوا قد عقدوا حلف قوي لقتال بني لام في بداية القرن التاسع الهجري 800هـ وبعد زوال نفوذ ال فضل بن ربيعة من الجبلين لان القلقشندي ومن قبله العمري ذكرا ان احلاف ال فضل بن ربيعة في الجبلين بنو لام وشمر وزبيد ويدلنا على ذلك هو خروج بني لام من الجبلين الى المناطق شمال وجنوب منطقة الرياض فقد وردت لهم قوامات مع القبائل التي تقيم في هذه المنطقة ومع اشراف مكة وزعماء بني خالد في تاريخ ابن عباد وابن ربيعة وابن لعبون وغيره في احداث السنيين التي تلي سنة 850هـ

وعلى مايبدو لي ان قبائل طيء وقع خلاف بينها وبين القبائل الزبيدية (قوم بهيج) مما ادى الى تحالف قبائل طيء مع القبائل القحطانية الذين يمتون بصلة نسب تجمعهم مع الطائية ضد الزبيديين يقول العزاوي في كتابه عشائر العراق(كانت قبائل طيء وزبيد هناك فدفعوهم ومال هؤلاء الى انحاء العراق وسورية وغيرها والظاهر ان قبائل طيء سكان اجا وسلمى كان بينهم خصام وخلاف فحالف قسم منهم قبائل قحطانية جاءت من انحاء اليمن فانتصروا على عدوه فصار الكل يدعى اسم البطن شمر المنتصر على عدوه فلا تزال قبائل عبده من شمر تمت الى القحطانية رأساً وقبائل الاسلم وزوبع الى طيء ) الجزء الاول ص43

و[size=16]أف[size=24]ضل أن أبقى الآن مع التسلسل التاريخي لذكر القبيلة . وتوقفت عند العام 600 - 700 هجرية . ولكن يجب أن اعود قليلا ً لشعر إمرؤ القيس .لما في ذالك من أهمية تأريخية لمعلومة يجب أن نمر عليها .
يقول أمرؤ القيس
أرى إبلي والحمدالله أصبحت --- ثقالا ً إذا ما إستقبلتها صعودها
رعت بجبال إبني زهير كليهما --- معاشيب حتى ضاق عنها جلودها
يظهر من هذين البيتين إن لأبناء زهيرومنهم منهم قيس بن شمر ويبدو إنه هو المقصود هنا . جبال بإسمهما . وهذا يضاف إلى إسم الحي والنخل اللذين ذكرتهما سابقا . ويبدو لي هنا إن هناك مركزية لهذا البيت وهو بيت قيس إبن شمر كانت لا تزال موجودة إلى عهد إمرؤ القيس . وإن إسم شمر كان قد ساد على هذه الجبال . واخي الأستاذ أبو حاضر وجنابك أخي فايز ستكونان أدق مني بتحديد هذه الجبال . وأستطيع أن أقول والله أعلم إنها حول صهوة وجو وتوران وشوط وحية ومسطح . وإلا فأين رعت إبل إمرؤ القيس . ومما يثير الأهتمام ما ذكره جرجي زيدان عن القبائل العربية التي عرفها اليونان . وقد أورد إسم شمر من ضمنها . لذالك يأخي الأستاذ فايز أتفق معك إسم شمر قد غلب منذ قبل الأسلام على بني الغوث خصوصا ً . وخاصة ثعل ونبهان . ولكن يبقى من يندرج فيه وأخص من يسكن أجا . وفي شعر وتاريخ زيد الخير رضي الله عنه .ما يدل على جذور قبيلة شمر يقوله :
ويقذف حولي جمع أخزم بالحصى --- وجمع سلامان الحماة وسنبس
وهنا يجتمع زيد الخير مع أخزم رهط حاتم مع سلامان قوم قيس بن شمر وبحتر ومعن وسنبس وهم الأقرب لحاتم . هؤلاء كلهم من عمرو بن الغوث بن طيء
والأشارات في شعر حاتم إلى وحدة الغوث واضحة : ( لقد علم الغوث بإنا سراتها )
[size=16]على إن سيادة قيس بن شمر قد غلبت سيادة حاتم وزيد لفترة غير بعيدة [/size][/size][/size]

ان ابناء الغوث (ثعل ونبهان) هم من يمتلكون الاودية والقرى في جبلي اجا وسلمى الغنية بالمياه واشجار النخيل وانا ارجح ان اسم شمر هو( شمر بن عبد جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء) بناءاً على ماورد في اغلب كتب الانساب والمعاجم الجغرافية كمعجم البلدان لياقوت الحموي الذي ذكر شمر وجذيمة وزهير وثعلبة وسلامان عند زيارته لمنازل الطائيين في القرن السابع الهجري 600هـ

ومن هنا نستطيع ان نؤكد ان هذا هو تسلسل نسب شمر الصحيح يدعم ذلك ماورد من اشعار بقيس بن شمر وبني زهير بشكل عام ويبدو لي ان بني سلامان وبني جرول قد انضموا الى بطن شمر في الاسم اضافة الى بني نبهان بن عمرو بن الغوث في بداية القرن التاسع الهجري 800هـ فانا ارى ان مابين 600-800هـ هي فترة انضواء البطون الطائية حول بعضها تدريجياً بحسب القربة في النسب وروابط الرحم فمثلاً اذا كان هناك ثلاثة اخوة اثنين منهم ستجد ابنائهم ينضووا حول اسم الاشهرمنهما ويشكلون بطن واحداً دون ابناء الاخ الثالث وعندما تبحث عن السبب ستجد انهم ابناء عم اشقاء واخوة من جهة الام اما ابناء الاخ الثالث فهم ابناء عم فقط

وهذا الامر هو امراً وارد الحدوث عند اغلب القبائل في الماضي والحاضر وما يهمنا حقيقة ان هذا التضاوي قد حدث في البطون الطائية وله ظروفه ومبرراته فنحن نعلم انه في الفترة الممتدة من عام 600هـ الى 800هـ كان لبني لام الطائيين والذين لم يكن لهم نصيباً في املاك القرى والاودية داخل جبلي اجا وسلمى قوة وسطوة في الجبلين كما ذكرت سابقاً

ويبدو لي ان محرك الانضواء له اسبابه الداخلية والخارجية وبالنسبة للاسباب الداخلية تتضاوى البطون بحسب القربة الشديدة في وقت الشدائد والمحن اما الاسباب الخارجية فقد تتضاوى حول اسم معين ضد حليفاً لها احتاجت له في وقت معين كما حدث مع القبائل الزبيدية (قوم بهيج) فانني ارى ان قبائل طي حالفت الزبيديين في ظرف معين وعندما رأيت ان هذا الحليف تجاوز حدوده حاربته واخرجته من املاكها الاصلية وهذا ماحدث فعلاً من القبائل الطائية عندما اخرجت بني زبيد من املاكها في الجبلين باسم شمر

اخي الاستاذ تسألت عن مناطق معينة في الجبلين مثل جو وتوارن وشوط وحية ومسطح فهذه هي قرى داخل اودية جبل اجا اما بالنسبة لقرية الصهوة والتي ذكرها ياقوت بصهوة بني حذيمة فهي الآن قرية تقع جنوب جبل اجا وتبعد عن مدينة حائل حوالي 70كيلومتر وسكانها هم الحسينة من الخرصة من زوبع من شمر

الاخ الرامز لنفسه احذر تسلم من مقرد الاسلم شكراً لك على التعقيب وفي الحقيقة عندما رجعت الى شجرة طيء التي اعدتها الدكتورة وفاء السنديوني وجدت ان لعدي بن حاتم ابنين هما طريف وزيد كما اود ان ترجع الى موضوع نسب الاسلم بالكامل الى قحطان في هذا المنتدى فقد ابدع الاخوة الباحثين الكرام من امثال الاستاذ خالد حميد ودرع المسعودي وعبدالله العراقي وابو حاضر وشيخ من التاريخ وغيرهم مشكورين في تتبع نسب الاسلم واختلافات المؤرخين حول هذا النسب وستجد ما يفيدك بمشيئة الله تعالى

اخي الاستاذ خالد اقف اليوم هنا واكمل معك لاحقاً
حفظك الله ورعاك
اخوك
فايز بن عواد بن جويان الثنيان

مرحبا ابراهيم
بليز لا تلعب خلي موضوعك ادق شوي
ههههههههههههههههههههههههههههههههه

للتسجيل في المنتدى اضغط

هنا

نقاشات تاريخيّة حول أصول و جذور قبيلة شمّر الطائيّة