كم من البيوت عاش أصحابها غرباء تحت سقف واحد، جمعتهم غرف البيوت وباعدتهم الأفكار، ونخص بالذكر أولئك الأزواج الذين اتحدوا جسديا وتباعدوا روحانيا إلى أن انتشرت العدوى من الروح إلى الجسد، ووقع الهجر والفراق مع محاولة الحفاظ على العش من الانهيار أمام عيون الأبناء الذين هم الحلقة الأولى لهذه المعاناة.
مئات الحالات موجودة على ارض الواقع في العالم العربي حيث ما فتئ المجتمع يفضل عدم خروج الزوجة من بيت زوجها إلا إلى قبرها على أن تحمل صفة مطلقة. سيدة تجاوزت الأربعين ومضى على زواجها تسعة عشر عاما، تعيش في حالة اغتراب منذ اليوم الأول لزواجها، حيث تزوجت على الطريقة التقليدية، وباتت في بيت زوجها، في انتظار بزوغ فجر جديد، لتفاجأ بفجر تنقصه الاشراقة.
كم من البيوت عاش أصحابها
غرباء تحت سقف واحد
"لم أتعرف إليه بشكل جيد خلال فترة الخطوبة وكانت على الطريقة التقليدية، تم عقد القران خلال الأسبوعين الأولين من الخطوبة وأخذت الشهور تمر وبدأت اكتشف سطحية ذلك الإنسان الذي أيقنت تماما انه ليس حلمي ولا ما يناسبني حتى في أدنى المواصفات التي كنت أحلم بها، إلا أنني كابرت وقال لي لسان حالي، لا بأس سيتغير بعد الزواج. وبهذا الاعتقاد ارتكبت غلطة عمري وجنيت على نفسي بارتباطي برجل أقل ما يقال عنه إنه غبي لا يستحقني.
لاحظت غلظته وفظاظة معاملته في شهر العسل، لم تعجبني طريقة تعامله معي قطعيا، كان فظا يثور لأتفه الأسباب ولا اخفي أن السبب في ذلك يعود إلى أنني كنت مقلة في إعطائه حقه الشرعي في مضاجعتي، فقد أثقل علي في طلباته لدرجة أنني اعتقدت أنه ولد لأجل هذه الغاية، وقد يكون محقا في ادعائه لكنه في الوقت نفسه مبالغا في طلباته، وكان كائنا غريزيا بكل معنى الكلمة. لا أنكر صحة هذا، إلا أن تصرفي هذا كان رد فعل لم يأت من العدم.
كل سيدة منا تحتاج إلى الحنان والرقة في التعامل والاحترام، مما يؤدي إلى تعزيز روابط الحب والمودة والرحمة بين الطرفين، وعكس ذلك سيأتي بردود فعل عكسية، فأنا لست جارية، كما أنني لست وعاء يسكب فيه كل طاقته، ويفرغ فيه ما أوتي من قوة الجماع، فنحن بشر ولسنا بحيوانات، ولا أبالغ إذا قلت أنني صرت أشعر بيده عندما تمتد نحوي كأنها أفعى تقترب لتفرغ ما بداخلها من السم في جسدي الهزيل. أصبح الخطأ يجر وراءه أخطاء، فقد أنجبت منه خمسة أبناء وأنا ابتعد عن زوجي بالتدريج إلى أن انقطعت العلاقة الجنسية بيننا تماما وانتقلت للنوم في غرفة أخرى.
لم اعد أطيق أن يلمسني قطعيا، الأمر الذي أدى إلى التوتر والخلافات بيننا، تارة يحرمني من المصروف، وتارة يمنعني من الخروج، وقد بلغ به الأمر إلى حد قطع خط الهاتف وإغلاق المآرب على السيارة. وبهذا انقطعت عن العالم الخارجي كليا تقريبا، إلى أن زارتني صديقة وأعطتني هاتفها وشجعتني على نشر مشكلتي في موقع "فرفش" لقد تدنى تحصيل أبنائي العلمي، وأنا مصابة باكتئاب حاد ربما يستدعي العلاج النفسي.
لا ادري ماذا افعل، وليس لدي من معيل، والداي توفيا منذ سنوات، وليس لي إخوة ولا أخوات. أين اذهب وماذا افعل، لعلّي أجد حلا لدى القراء وحسبي الله ونعم الوكيل.
منقول من بحر العذاب ومن منتدى اخر