قررت انا وحبيبتي لان نخرج يوما برحلة الى مكان بعيد لنغوص وسط اجواء الطبيعة وبين الجبال والاودية على ضفاف احد الانهار الخلابة الهادئة الجريان وما ان بزغ الفجر وحملنا معنا امتعتنا وبعض الاطعمة وركبنا السيارة وسافرنا الى احد الاماكن القريبة من احد الاودية فقررنا بان نسير مشيا على الاقدام فحملنا ما معنى ومسكنا بايدينا ومشينا فاخدتنا الفرحة والاحاديث والضحك كثيرا فغبطتنا الصخور والطيور والاشجار على تلك الفرحة التي لم نعهدها من قبل حيث ضحكنا وركضنا ولعبنا على اطراف النهر وعلى تراب المكان بين الاشجار والصخوروما هي الا لحظات ونحن في دوامة النهر الا وغيمة تاتي سوداء مغبرة ضربتنا بكل قوتها
فكانت حاقدة وقاصدة انت تضع حدا لحياتنا فهطلت الامطار وجرت السيول والنهر اصبح يزار علينا كالاسد المفترس فتعانقنا وجلسنا ندرف الدموع ولكننا لا ندري اهي دموع العناق ام دموع الخوف من الفراق وبقينا على تلك الحالة حتى مغيب الشمس ولكن دون جدوى واخدت المياه تقترب منا اكثر فاكثر فقررنا ان نعود قبل ان تجرفنا المياه والفيضان فامسكت بيدها وقطعنا النهر وبينما وصلت لحافة النهر فما كان من حبيبتي الا وسحبت يدها مني لترى مدى خوفي عليها ولتضحك علي بانها ستخيفني فما كادت الا ورمشة عين وموجة كبيرة اتية قازفة بكل ما لديها من قوة واخدتها بعيد عني فصرخت صرخة ترددت بين الجبال والاودية فصاحت الطيور واتت الغربان تضرب باجنحتها فوقنا فرميت بنفسي ورائها لاخلصها من تلك الموجة الغادرة الحاقدة وبقينا في الماء نصرخ وننادي بعضنا الصبر الصبر وما هي الا ولحظات فوقفت على حافة الجبل العالي في طرف داك النهر الزي يصب من اعلى الجبل في البحر
فمسكت بغصن زيتونة كانت قد نمت في طرف النهر فاقتربت منها كثير ووصلتها ولكنني خفت لان اصلها بنفسي فتتحرك المياه وتسقط هي في البحر فمددت يدي على شعرها فامسكت بربطة منديلها التي ربطته عندما بدا الهواء مداعبته ويغطي على عينيها وبدانا نستريح من تعبنا ومن انفاسنا التي انقطعت من الخوف والتعب فما كانت الا لحظة وصرخت يا حبيبي فهوت الا البحر وبقي المنديل بيدي ارتجفت وصعقت كثيرا فشرد عقلي وضاع بصري وطار صوابي ووضعت المنديل برقبتي لاحافظ عليه ولو كزكرى ولكن قلبي رفض ان يتركها وحدها فاصبحت اسال نفسي لمن سابقى بعدها ومازا سافعل بعد فراقها فهل سابقى جسد بلا روح فقررت لان يكون مصيرنا واحد اما ان نعيش معا او ان نموت معا
فرميت بنفسي خلفها
سبحت في مصب النهر وسط امواج زاك البحر صارخا مناديا اين انت يا حبيبتي فردت علي قائلة لا تخف فها انا فمسكنا بعضنا ثانية تعانقنا وسط الماء فرحة وقررنا لان نعوم الا زاك الشاطيء فسحبتها معي فتعبنا كثيرا واقتربنا من الشاطيء وما بقي الا امتار معدودة قليلة فسمعت صوت المياه تضرب في البحر وما ان نظرت خلفي الا وسمكة قرش اتية مسرعة فاتحة بفمها تريد ان تلتهم حبيبتي فرميت بنفسي بسرعة فوقها فقضمت السمكة اطرافي انا ورفضت روحي الخروج وابت الا وان تصل الى الشاطيء معها فغادرت السمكة بعيدا واصبحت بلا اطراف
وغطت الدماء المكان
وصارت دمائي كالبركان
فشهقت بانفاسي
فحضنتني حبيبتي وعانقتني
فشعرت بالدفء في حضنها
رايت الورود تتفتح بعينيها
والعصافير تغرد بانفاسها
والقمر ينير بوجهها
وفجاة افقت من نومي على اتصال من حبيبتي
وبعد ذلك عرفت بانني كنت احلم
بقلم: ابراهيم الشوامرة