""" أبحث عن الإخلاص في أرض الخيانة """
( رواية بقلم الشاعر )( سمير صافي )
**أنا شاب منذ كان عمري العشرين وفي بداية دراستي في الجامعة ,
والدي ووالدتي يشقان الليل والنهار لكي يأمنوا الحياة الكريمة وهما
يصرفون أموالاً عليّ كثيرة حين كنت بدرس بالجامعة ,وتعرفت على
فتاة جميلة ومن عائلة فقيرة جداً , فأحببتها حباُ شديداً ولا أنكر إن
معدلها ليس جيداً وأخشى أن تطرد من الجامعة , ولو حصل ذلك فلا
أعرف كيف سأواجه اهلي وأصارح بحبها لهم وأريد أن أطلب يدها
من أهلها , وخصوصاً أنا أخترتها بنفسي وأنا أعرف حالتي المادية متوسطة
وأنا أشعر أن دراستي صعبة وأهلي ليس لديهم إستعداد لتعليمي بالجامعة,
ورسبت الفتاة التى بحبها وطردت من الجامعة وعندما سمعت هذا الخبر
زعلت زعل شديد , وصرت أفكر بها وأهملت دروسي وخاب أملي
وحبي ولم أفلح في دروسي , وذهبت أبحث عنها ولم أجدها فسألت
عنها صديقاتها ولم أجدها أبداً , وبحثت في كل مكان وزمان فلم أجدها
بحثت عنها وعن حبي لها في سطور الذكريات بين أشجار الغابات وفي
عيون الفاتنات أبحث عنها بين ملايين الإبتسامات ,وبين دفاتر المحاضرات,
وفي أوقات الراحات , وفي ساعة من ساعات المغيب بدأت الشمس تختفي
وراء أفق البحر , جلست على شاطئ البحر وصدفة رأيت الفتاة تلقي نفسها
في البحر تريد الإنتحار وذهبت وأنقدتها من هذا الإنتحار , وقلت لها لماذا
تريدين أن تنتحري صارحيني ولا تخافين سرّك في بئر , وأنا بحثت عنكِ
كثيراً لأني بحبك وأريد الزواج منكِ , قولي لي قصتك صارحيني ,قالت
لي سامحني أيها الشاب الحنون , أنا ما كنت مخلصة لك في حبي وأنا
خنتك حبيت شاب غني , وأنا سأقولك لك قصتي , بعد ما قول لك قصت,
أنت راح تحبني وتتزوجني , وأنا بس أسمع قصتك بقرر أحبك أو أتزوجك ,
لأنك أنتِ كل شاب في الجامعة حبتيه قلبك ملعب كرة قدم مملوء بالشباب
والقلب ما بسع إلى حبيب واحد فقط , وقالت لي مشكلتي بسبب ما حصل
لي وتعرضت لإعتداء الشاب الغني الوحش حطم كل أحلامي وآمالي وطموحاتي
ولم أستطيع أن أصارع أحد خصوصاً مع تهديد هذا الوغد ولو أستطعت لأخنقه
بيدي ولقطعته إرباً إربا ولكن بعد فوات الأوان ومرّت الأيام وقررت أن أتناسى
الموضوع , وفي يوم طلب مني أحد الأشخاص أن أمد له يد العون ليعبّر عن حبه
لأحد زميلاتي وفعلاً حدثتها عنه وحاولت أن أقنعها به وخصوصاً أنه شاب رائع
ويحبها كثيراً ولكنها صارحتني بأنها تحب شاب آخر وفوجئت بهذا الشخص
يقول بأنه يحبني فرحت بكل رغبة وأن أعيش معه حياة طاهرة وبريئة , وقلت
يرغب بحياة ولا يعرف الوحش والأفاعي من الشباب , ولكن بعد فترة من الزمن
أيقنت أنه لم يحبني ولم يشعر بوجودي ولن أرادني الدواء ليجرح غيري ومع ذلك
لم أمانع , ولكن حبي أصبح كابوس يطاردني وأنتهت علاقتنا بجرح هز أعماقي
وحطّم كياني وخصوصاً إنني أحببته فعلاً وتناسيته ووجدت حياة جديدة وأنا محطمة
من الحادث الأعتداء عليه من الشاب ولم يسبب الضرر بإمكاني البدء من جديد
ووجد شاباً يعلن أنه يحبني وقال أنه على إستعداد أن يعيش معي إلى الأبد وبدأ
يقول لي سأسعدك وألففك العالم وأملأ حياتك بالأحلام والحب , صدقته رغم إني
لم أشعر به في أعماقي خصوصاً إني كنت مازلت مصدومة من علاقتي من ذلك
الشاب الوحش ولكنه قال بأنه طايش , ولم يجد أمامه إنسانه لتداوي جرحه غيري
ما حدث له في الماضي ومع حبي للشاب الجديد فلم أبلغه بشئ , لأن تلك الذكرى
تجعلني كطفل سرقت لعبته منه , وفرحت بأني سأعيش حياة جديدة بدون خوف
مع إنسان ذكي ومؤدب الخلق حسب إعتقادي , وفي بدايتي معه ولكن اليوم أكتشفت
حقيقة بأنه كغير ه من الرجال لا يسير إلا وراء غريزته الوحشية الحيوانية حطمني فعلاً
وقتلني وكسر ما تبقى في داخلي من هرم الحياة حرمني ان أكون فتاة وإنسانة تحلم
بالمستقبل , ومع كل ذلك مازل يطاردني الوحش من جهة والذكريات المؤلمة من جهة
أخرى ولم يبقى لي ما أعيش من أجله أبحث عن الموت فلا أجده ولا أدري ما غاية
وجودي , ماذا أفعل الحب الذى تحلم به كل فتاة قتلني الإخلاص الوغد غدرني
الوفاء حطمني لا أعرف أيها الحنون أشكرك على تعاطفك نحوي , وليش أنقذتني
كان تركتني أموت وأرتاح ولقد سمعت قصتي ما رأييك وأرجوك وأستحلفك بالله
وأن تقول ما بداخلك , هل مازال أنا أستحق الحياة أو الموت ؟ وأرجوك أيها الشاب
الحنون أن ترد على رسالتي وسؤالي بأسرع وقت ممكن , لأنني لا أعرف هل سأكون
ما زالت على قيد الحياة أم لاوشكراً , أنا سأرد على سؤالك أيها الفتاة وأنصحك بأن
لا تسلمي نفسك وقلبك إلى من لا يستحق الحب الحقيقي ,وأن تنسي وتعيشين
حياتك كما تشائين ولكن فهمتي كلامي أيها الفتاة وأخدتي درساً جديداً لتستفيدي
منه في مدرسة الحياة ,وكان المعلم هو القدر , وبالنسبة إلى الشاب الوحش والوغد
أن يصحى من وهمه وإن فتيات الناس مو لعبة تلعب بها وتتركها ولا رجعة لها ,
ومسيرك حتقع في فخ مع فتاة تنتقم لكل الفتيات ,وحتندم أنت هذه المرّة ,
وأرجوا أن تكون كلمات قصتي وصلت إلى دهن كل شاب وفتاة حتى لا تكون
هناك قاتل ومقتول أو ظالم ومظلوم ,وأرجوا من كل فتاة أن لا تقع في الحب الرخيص
وأوهامه لازم أن تتأكد من حبه وتكون حريصة جداً من الحب الحقيقي ,
وتعود القصة من جديد ...