والحرية مطلب لا يختلف فيه اثنان
إلا أن الحرية لا تؤتي ثمارها الحقيقة إلا في ظلال الممارسة الصحيحة لها. بما لا يتعارض مع الدين. أو الأخلاق. أو قوانين الدولة. أو حقوق الآخرين وحرياتهم.
اذن لابد من تهيئة المناخ الصحي والعقلي اللازم لضمان سلامة ممارسة الحريات. قبل فتح أبوابها. لأننا إذا فتحنا الباب لكل إنسان ليتكلم بما شاء. فيما يشاء. دون مراعاة لأحكام الدين والأخلاق. وللسلامة العامة. وللنظام العام. ولحقوق الآخرين وحرياتهم. سنكون بذلك قد فتحنا أبواب جهنم علي المجتمع كله!! لأن الخلاف سيكثر وستعج الساحة بالفوضي الفكرية السوداء!
فإذا ما تم ذلك سيكون الطريق ممهداً أمام أعداء الأمة للعبث بعقول الناشئة في محاولة شريرة لمسخها وتلويثها. ثم استعمالها بعد ذلك في اثارة الفتن. وتوسيع هوة الخلاف بين أفراد المجتمع الواحد. ثم تأتي المرحلة الأخيرة لاستئصال شوكة المجتمع. ولن يفرق العدو بين من كان يواليه بالأمس. أو يعاديه اليوم!!
وتلك هي التمرة المسموسة التي يتجرعها في حالة فتح أبواب الحرية علي مصراعيها قبل تعليم الناس وارشادهم إلي ضوابط الحرية. وآداب ممارستها!!
ومعلوم ان لكل مرحلة ما يناسبها من الحرية. فالحرية التي نمنحها لأبنائنا في الصغر. تختلف تماما عن تلك الحرية التي منحهم اياها في كبرهم ونضجهم!!
فإذا أرادت أي أمة علي وجه الأرض أن تنعم بكامل حقها في الحرية. فلتحقق في عقول أفرادها أهلية استحقاق هذه الحرية. حتي لا تتحول هذه الحرية إلي عصا من حديد نلقي بها في أيدي السفهاء ليدمروا كل شيء باسم الحرية!!
أيها المطالبون بإطلاق الحريات..
علموا الناس أولا كيف يمارسون الحرية.
علموهم أدب الخلاف.
وأن لا يسفهوا آراء غيرهم التي تختلف مع آرائهم!!
علموهم أن الكلمة أمانة.
فلا يحق لهم أن يتكلموا فيما لا يفهمون.
علموهم أن واجب الوقت الآن هو توحيد الكلمة والهدف. ولم الشمل لننهض بهذا ببلادنا العربية جميعها
ما عذركم؟!
وعندكم الأقلام. ولديكم الصحف.
وبين أيديكم وسائل الاعلام المسموعة والمرئية. لتعلموهم كيف يكون الانسان إنسانا!!
فإن عجزتكم عن سلوك ذلك المسلك.
فاتركوا الأقلام لأصحابها. والإصلاح لأهله.
لأنكم بأي مسلك آخر ستصبحون دعاة فتنة. وصوتا يقطر شراً وفساداَ!
__________________